نيويورك، 21 سبتمبر/أيلول – أصبحت فرنسا أبرز عضو في الاتحاد الأوروبي يعترف رسمياً بدولة فلسطين. وقد أثارت هذه الخطوة التاريخية من جديد المناقشات داخل أوروبا حول كيفية التعامل مع الحرب الإسرائيلية المستمرة في غزة والصراع الأوسع في الشرق الأوسط.
للحصول على آخر الأخبار والتحديثات، قم بزيارة موقعنا على الإنترنت استعادة العقل
وجاء هذا الإعلان على لسان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث وصف الاعتراف بأنه خطوة نحو كسر “دوامة الحرب والدمار”. وشدد ماكرون على أن الاعتراف بفلسطين يجب أن يسير جنبًا إلى جنب مع وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين الذين تم أسرهم خلال الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر 2023.
وقال ماكرون: “علينا أن ندرك أن الفلسطينيين والإسرائيليين يعيشون في عزلة مزدوجة”، وحث أوروبا على تبني حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد القابل للتطبيق للسلام.
حركة متنامية داخل أوروبا
وتأتي خطوة فرنسا في أعقاب اعتراف مماثل من قبل البرتغال ومالطا ولوكسمبورغ. وفي الوقت نفسه، أعلنت بلجيكا أنها ستتبع ذلك بمجرد استيفاء الشروط المتعلقة بالرهائن وحماس. ومع هذه التحولات، فإن أكثر من نصف الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تعترف الآن رسميا بفلسطين، لتنضم بذلك إلى 150 دولة في مختلف أنحاء العالم تعترف بذلك بالفعل.
وخارج أوروبا، اعترفت المملكة المتحدة وأستراليا وكندا أيضًا بفلسطين في وقت سابق من هذا الأسبوع، مما يشير إلى حملة دولية منسقة للضغط على إسرائيل للدخول في محادثات سلام.
خطوط الصدع داخل الاتحاد الأوروبي
ومع ذلك، أدت حملة الاعتراف إلى تعميق الخلافات داخل أوروبا. ولا تزال دول مثل ألمانيا والمجر والنمسا وجمهورية التشيك تعارض فرض العقوبات على نطاق الاتحاد الأوروبي بالكامل على إسرائيل على الرغم من النتيجة التي توصلت إليها مفوضية الأمم المتحدة بأن تصرفات إسرائيل في غزة ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
وقال رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا إن هذا التحول يظهر أن أوروبا لم تعد قادرة على تجنب معالجة مسألة إقامة الدولة الفلسطينية:
“اليوم، تم الاعتراف بدولة فلسطين من قبل أغلبية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي”.
رؤية الدولتين للاتحاد الأوروبي
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التزام الكتلة بحل الدولتين. وفي حديثها إلى جانب ماكرون ومسؤولين سعوديين في نيويورك، أكدت أن السلام يتطلب “إسرائيل آمنة، ودولة فلسطينية قابلة للحياة، وإزالة آفة حماس”.
وتعهد الاتحاد الأوروبي أيضًا بتشكيل مجموعة مانحة لضمان أن تكون الدولة الفلسطينية المستقبلية قابلة للحياة اقتصاديًا، وتزويدها بالبنية التحتية والحكم والاستقرار لدعم السلام.

التأثير العالمي
ومن المتوقع أن يؤدي اعتراف فرنسا بفلسطين إلى فرض ضغوط إضافية على إسرائيل، التي تواصل عملياتها العسكرية في غزة التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى وحولت أحياء بأكملها إلى أنقاض. ويقول المحللون إن هذه الخطوة يمكن أن تمثل نقطة تحول في السياسة الخارجية لأوروبا، مما يجبر حتى الدول المترددة على إعادة النظر في مواقفها مع اشتداد الاحتجاجات العامة في جميع أنحاء القارة.
وفي الوقت الراهن، يسلط هذا الاعتراف الضوء على حقيقتين: أوروبا منقسمة على نحو متزايد بشأن حرب غزة، ووضعت فرنسا نفسها في قلب عملية إعادة اصطفاف دبلوماسية تاريخية.




