أعلنت الحكومة الأمريكية مؤخرًا أنها تنوي سحب قواتها من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر 2021. وعلى السطح، يبدو هذا بمثابة نصر واضح لطالبان، وأن طالبان ستصبح قريبًا الحكام التاليين لأفغانستان. لكن هناك بعض التساؤلات حول توقيت هذا الانسحاب من أفغانستان من قبل قوات الاحتلال الأمريكية. أعني لماذا الآن؟ وهل هي حقا هزيمة لما يسمى القوة العظمى بمعناها التقليدي، أم أنها إعادة اصطفاف خلسة للعبة أكبر؟
أظن أن الأميركيين قد يكون لديهم دافع خفي للانسحاب من أفغانستان، وهو الدافع الذي تتجاهله وسائل الإعلام الرئيسية أو تتجنب مناقشته. والسؤال الحاسم هو: من هو الذي يشكل أكبر تهديد للمصالح الأمريكية في المنطقة؟ من الواضح أن الجواب هو الصين.
ثم يطرح السؤال: لماذا ينسحب الأمريكيون من أفغانستان بينما التهديد الصيني مستمر؟ والإجابة البسيطة والمباشرة هي جعل المقاتلين المسلمين في أفغانستان زائدين عن الحاجة. الآن اسمحوا لي أن أشرح السبب وراء هذه الاستراتيجية الكبرى بمزيد من التفصيل هنا.
لقد عمل الأمريكيون مع المقاتلين المسلمين كحلفاء في حروب مختلفة في العالم منذ عقود. على سبيل المثال، ضد السوفييت في أفغانستان في الثمانينيات، وفي الشيشان في التسعينيات، وفي سوريا من عام 2011 فصاعدا، وفي أفريقيا، على سبيل المثال لا الحصر. والمشكلة الآن هي أن هؤلاء المقاتلين لن يذهبوا إلى مكان آخر من أفغانستان طالما أنهم مشغولون بقتال القوات الأمريكية المحتلة هناك. فكيف يمكن الاستفادة من هذه المقاتلات ضد الصين؟ الجواب هو، أولا، بجعلهم زائدين عن الحاجة في أفغانستان.
لقد عمل الأمريكيون مع المقاتلين المسلمين كحلفاء في حروب مختلفة في العالم منذ عقود. على سبيل المثال، ضد السوفييت في أفغانستان في الثمانينيات، وفي الشيشان في التسعينيات، وفي سوريا من عام 2011 فصاعدا، وفي أفريقيا، على سبيل المثال لا الحصر. والمشكلة الآن هي أن هؤلاء المقاتلين لن يذهبوا إلى مكان آخر من أفغانستان طالما أنهم مشغولون بقتال القوات الأمريكية المحتلة هناك. فكيف يمكن الاستفادة من هذه المقاتلات ضد الصين؟ الجواب هو، أولا، بجعلهم زائدين عن الحاجة في أفغانستان….
وفي الوقت نفسه، لا أعتقد ولو للحظة أن دونالد ترامب هو الذي اتخذ القرار (بنفسه) بسحب قوات الاحتلال من أفغانستان. ومن المرجح أنه تم التخطيط له منذ سنوات. بالإضافة إلى ذلك، أمضى الأمريكيون أكثر من عقد من الزمان في محاولة تطويق الصين من جميع الجوانب.
لذا، فبمجرد مغادرة قوات الاحتلال لأفغانستان، سوف يكون لزاماً على المقاتلين هناك أن يبحثوا عن ساحات جديدة للمعركة. فرضيتي هي أن الأميركيين سيكونون قادرين على إقناع المقاتلين المسلمين بنجاح، من خلال وسطاء مثل السعوديين، بالانتقال إلى منطقة شينجيانغ في الصين. وهذا من شأنه أن يساعد في زعزعة استقرار الحدود الشرقية للصين بينما يمارس الأميركيون وحلفاؤهم الضغوط في بحر الصين الجنوبي. ترسل العديد من الدول الغربية بوارجها إلى بحر الصين الجنوبي.
ولهذا السبب اضطر الأمريكيون إلى مغادرة أفغانستان هذه المرة، في رأيي. طبول الحرب تقرع بالفعل في بحر الصين الجنوبي.
والله أعلم.




