ربما تواجه الأمة الإسلامية واحدة من أسوأ الفترات في تاريخها كله. واللوم في هذا المستنقع يقع على عاتق قيادة المسلمين الفاسدة وغير الكفؤة. إن صمت الزعماء المسلمين يصم الآذان عندما يتعلق الأمر بقمع الروهينجا أو الكشميريين أو الإيغور أو الفلسطينيين. ويتوقع المرء من القادة في الدول الإسلامية أن يظهروا بعض الحس السليم ويحاولوا الاتحاد من أجل القضية المشتركة، أي حماية رفاهية جميع المسلمين.
ومن المؤسف أن القمة الأخيرة التي انعقدت في ماليزيا، والتي كانت تهدف إلى توحيد الدول الإسلامية الكبرى، أثبتت أن الزعماء المسلمين غير قادرين على الاتحاد. قرر حكام السعودية تخريب قمة ماليزيا بإجبار باكستان على الانسحاب من اجتماع القمة. والسبب الذي جعل السعوديين يشعرون بالقلق من أن الاجتماع قد يؤدي إلى إنشاء كتلة جديدة لمنافسة منظمة التعاون الإسلامي هو مجرد ذريعة. الحقيقة هي أن السعوديين عارضوا البند الرئيسي على جدول أعمال الاجتماع، وهو الدينار الذهبي لأغراض التجارة بين الدول الأعضاء. بالنسبة للسعوديين، الدينار الذهبي يعني موت الحكم السعودي.
اسمحوا لي أن أوضح أنه في أوائل السبعينيات، عقد الملك السعودي فيصل اتفاقًا مع الولايات المتحدة لبيع نفط أوبك بالدولار (البترودولار) مقابل ضمانات باستمرار آل سعود في حكم الأرض. والآن، إذا انهار البترودولار كعملة احتياطية عالمية، فهذا يعني نهاية الطريق لحكم آل سعود. ولعل هذا هو السبب الذي دفع السعوديين إلى دفع ثمن حرب العراق. توقف صدام حسين عن استخدام الدولار لبيع النفط العراقي. وبالمثل، حاول الزعيم الليبي معمر القذافي إنشاء عملة ذهبية. ومثل صدام، مات القذافي بمباركة إخوانه الحكام العرب الذين تعهدوا بحماية الدولار. ومن الواضح أن السعوديين سيبذلون قصارى جهدهم لإنقاذ الدولار. ويشمل ذلك التضحية بالأمة.
ماذا يخبئ المستقبل للدول الأربع التي حضرت الاجتماع؟ ومن الواضح أنه ستكون هناك تداعيات. من المحتمل أن تكون إيران هي التالية على قائمة التدمير، حيث قامت بتخفيض الدولار لصالح اليورو في أبريل 2018. وتعلن إسرائيل بشكل روتيني أنها حريصة على المشاركة في مهاجمة الأمة الفارسية. ويتوقع البعض أن إيران قد تتعرض لهجوم بين ربيع وصيف عام 2020. وحتى الآن، فشلت أعمال الشغب وسنوات العقوبات في كسر معنويات الإيرانيين. ويبدو أن الجمهور متحد مع الحكومة.
هنا يمكنك أن ترى مشكلة الأمة. أي وحدة هي داخل أسوار الدولة القومية.
الأمة المنقسمة يحكمها قادة غير أكفاء وفاسدين. القومية هي اللعنة التي تجلب الدمار على الأمة واحدا تلو الآخر. كل منهم مقدر له أن يعاني بدوره. وسيستمر هذا الدمار حتى يزيل المسلمون البلهاء من السلطة ويمحو الحدود لتوحيد الأمة. بالنسبة للمسلمين، أصبح تغيير القيادة قضية في غاية الأهمية بحيث لا يمكن تجاهلها.
ويبدو أن القيادة التركية لن تكون قادرة على تجنب سنوات من العقوبات في العقد المقبل، ومن ثم الحرب في النهاية مع الصهاينة من أجل حرية المنطقة. أما بالنسبة لقطر وماليزيا، فأعتقد أنني أحب قادتهما.
وفيما يتعلق بالسعوديين، فمن الواضح أنه طالما احتفظ الدولار بوضعه كعملة احتياطية، فإن آل سعود آمنون. أما عمران خان، فهل كان من الحكمة أن ينتبه؟ أخبرني برأيك…




