مدينة لندن هي مساحة تبلغ كيلومترًا مربعًا واحدًا داخل العاصمة لندن. وتُعرف أيضًا بالحي المالي أو “المدينة”. لها دستورها الخاص، وعمدتها، وشرطتها. وهي منفصلة عن باقي إنجلترا، ولا تختلف كثيرًا عن الفاتيكان في روما. تُعد العاصمة المالية للعالم \[1]. وكما أن الفاتيكان هو عاصمة الكاثوليكية، يمكن اعتبار مدينة لندن عاصمة لعبدة المال (مامون). فهل كان من الممكن أن يتم إنشاء هذا المكان القوي بدون مساعدة ضد المسيح؟ الإجابة على الأرجح: لا.
هَذَا المَكَانُ يُمْكِنُ مُقَارَنَتُهُ بِأَخْطَبُوطٍ تَمْتَدُّ أَذْرُعُهُ عَبْرَ العَالَمِ. رُبَّمَا هُوَ مَرْكَزُ الفَسَادِ العَالَمِيِّ. العَدِيدُ مِنَ المَصَارِفِ تَتَعَامَلُ مَعَ الأَمْوَالِ غَيْرِ المَشْرُوعَةِ. رُبَّمَا هَذَا هُوَ الغَرَضُ مِنْ هَذِهِ المَصَارِفِ. تَمَّ إِنْشَاءُ إِتْشِ إِسْ بِي سِي بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ لِلتَّعَامُلِ مَعَ أَمْوَالِ المُخَدِّرَاتِ وَلِإِفَادَةِ الفَاسِدِينَ. مِنَ المَعْرُوفِ عَلَى نِطَاقٍ وَاسِعٍ أَنَّ الدِّكْتَاتُورِيِّينَ، وَالأَوْلِيغَارْشِيِّينَ، وَتُجَّارَ الأَسْلِحَةِ القَانُونِيِّينَ وَغَيْرَ القَانُونِيِّينَ، وَسَارِقِي المَصَارِفِ، وَسَارِقِي الجَوَاهِرِ، وَأَبْرَزَ مُتَاجِرِي عَبُودِيَّةِ الجِنْسِ، وَالمُجْرِمِينَ بِشَكْلٍ عَامٍّ، سَيُوَجِّهُونَ أَمْوَالَهُمْ بِطَبِيعَةِ الحَالِ إِلَى المَصَارِفِ اليَهُودِيَّةِ فِي المَدِينَةِ لِغَسْلِهَا، وَلِلْهُوِيَّةِ المَجْهُولَةِ، وَلِلْخُصُوصِيَّةِ وَالأَمَانِ.
كما تأسف كليمنت أتلي، “مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى رَأَيْنَا أَنَّ هُنَاكَ فِي هَذَا البَلَدِ سُلْطَةً أُخْرَى غَيْرَ تِلْكَ الَّتِي تَتَخَذُ مَقَرَّهَا فِي وِسْتْمِنْسْتَرْ.” لَقَدِ اسْتَغَلَّتِ المَدِينَةُ هَذَا المَوْقِفَ الرَّائِعَ لِتُثَبِّتَ نَفْسَهَا كَدَوْلَةٍ بَحْرِيَّةٍ، وَهِيَ وَلَايَةُ سِرِّيَّةٍ تُسَيْطِرُ عَلَى شَبَكَةِ المَلَاذَاتِ الضَّرِيبِيَّةِ الَّتِي تَتَوَاجَدُ فِي التَّابِعِيَّاتِ التَّاجِيَّةِ لِلْمَمْلَكَةِ الْمُتَّحِدَةِ وَالأَرَاضِي المَوْجُودَةِ فِي ما وَرَاءَ البِحَارِ. هَذِهِ الدَّوْلَةُ المُسْتَقِلَّةُ دَاخِلَ حُدُودِنَا فِي مَوْقِفٍ يُمَكِّنُهَا مِنْ غَسْلِ الأَمْوَالِ غَيْرِ المَشْرُوعَةِ لِلأَوْلِيغَارْشِيِّينَ، وَالكِلِبْتُوكْرَاطِيِّينَ، وَالعَصَابَاتِ، وَبَارُونَاتِ المُخَدِّرَاتِ.
الفَسَادُ دَاخِلَ الصِّنَاعَةِ المَصْرِفِيَّةِ مُتَفَشٍّ جِدًّا وَسِرِّيٌّ لِدَرَجَةٍ أَنَّ وَسَائِلَ الإِعْلَامِ الرَّئِيسِيَّةَ، بَدَلًا مِنْ كَشْفِهِ، تَتَجَاهَلُهُ بِبَسَاطَةٍ. لِمَاذَا؟ وَسَائِلُ الإِعْلَامِ الرَّئِيسِيَّةُ فَاسِدَةٌ أَيْضًا. مِنَ المُحْتَمَلِ أَنْ تَكُونَ وَسَائِلُ الإِعْلَامِ الرَّئِيسِيَّةُ قَدِ اعْتَمَدَتْ شِعَارًا يَقُولُ: لَا تَصْنَعْ أَعْدَاءً مَعَ التَّمَاسِيحِ الَّتِي تُشَارِكُكَ مِيَاهَكَ.
تِجَارَةُ المَصَارِفِ الكُبْرَى – العَمَلُ الحَقِيقِيُّ الَّذِي يُحِبُّونَهُ أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِ هُوَ الحُرُوبُ. لَا تِجَارَةَ مِثْلَ تِجَارَةِ الحَرْبِ. يُقْرِضُونَكَ الأَمْوَالَ لِبَدْءِ الحَرْبِ، وَيُعِيدُونَ إِقْرَاضَ الأَمْوَالِ لِإِعَادَةِ البِنَاءِ بَعْدَ الحَرْبِ. تَظَلُّ الأُمَمُ مُسْتَعْبَدَةً إِلَى أَجَلٍ غَيْرِ مُسَمًّى. لَا يُسْمَحُ لِأَيِّ بَلَدٍ أَنْ يَظَلَّ خَارِجَ نِظَامِ الدَّيْنِ، بِمَا فِي ذَلِكَ البُلْدَانُ الغَرْبِيَّةُ. السُّلْطَةُ لِمُحَاسَبَةِ جَمِيعِ الأُمَمِ وَتَرْتِيبِهَا فِي صَفٍّ وَاحِدٍ تَتَمَلَّكُهَا مَدِينَةُ لَنْدَنَ. البَيْتُ الأَبْيَضُ وَدَاوْنِنْغ سْتْرِيتْ، وَكَذَلِكَ العَدِيدُ مِنْ حُكُومَاتِ العَالَمِ الأُخْرَى، هِيَ تَابِعَةٌ لِمَدِينَةِ لَنْدَنَ.
يُمْكِنُ لِلمَرْءِ أَنْ يُجَادِلَ بِأَنَّ مَدِينَةَ لَنْدَنَ هِيَ المَرْكَزُ العَصَبِيُّ لِلْمَسِيحِ الدَّجَّالِ. لَيْسَ مِنَ الصَّعْبِ فَهْمُ سَبَبِ افْتِرَاضِ بَعْضِ النَّاسِ أَنَّ المَسِيحَ الدَّجَّالَ رُبَّمَا كَانَ يَقْطُنُ فِي لَنْدَنَ مُنْذُ بِضْعَةِ قُرُونٍ عَلَى الأَقَلِّ.
ثَلَاثَ عَشْرَةَ عَائِلَةً يَهُودِيَّةً ثَرِيَّةً تَمْلِكُ كَامِلَ مَدِينَةِ لَنْدَنَ. مِنَ الجَدِيرِ بِالذِّكْرِ هُنَا أَنَّ بَنْكَ إِنْجِلْتَرَا هُوَ كِيَانٌ خَاصٌّ وَلَيْسَ جُزْءًا مِنَ الحُكُومَةِ. لِهَذَا السَّبَبِ، كَانَ شِعَارُ مُقْرِضِي النُّقُودِ دَائِمًا: “دَعْنَا نُصْدِرُ وَنُسَيْطِرُ عَلَى نُقُودِ أُمَّةٍ وَلَا نَهْتَمُّ بِمَنْ يَصْنَعُ قَوَانِينَهَا.”
هَلْ يُمْكِنُ لِأَيِّ بَنْكٍ مَرْكَزِيٍّ فِي العَالَمِ أَنْ يَضَعَ سِيَاسَاتٍ مَالِيَّةٍ بِشَكْلٍ مُسْتَقِلٍّ أَوْ يُحَدِّدَ أَسْعَارَ الفَائِدَةِ الوَطَنِيَّةَ لِصَالِحِ شَعْبِهِ وَضِدَّ مَصَالِحِ هَؤُلَاءِ المُقْرِضِينَ العَالَمِيِّينَ؟ هَلْ يُمْكِنُ لِأَيِّ قَائِدٍ أَنْ يَتَّخِذَ مِثْلَ هَذَا القَرَارِ؟ رُبَّمَا يَجِبُ أَنْ نَسْأَلَ صَدَّامَ حُسَيْنٍ أَوْ مُعَمَّرَ القَذَّافِيَّ.
مَدِينَةُ لَنْدَنَ لَيْسَتْ فَقَطْ المَرْكَزَ المَالِيَّ لِلْعَالَمِ؛ بَلْ هِيَ أَيْضًا مَوْطِنُ أَقْدَمِ مَعْبَدٍ مَاسُونِيٍّ فِي العَالَمِ.
المراجع
[1] “مَدِينَةُ لَنْدَنَ،” 16 10 2024. [مَتَاحٌ عَلَى الإِنْتَرْنِت]. مَتَاحٌ: https://en.wikipedia.org/wiki/City_of_London.
[2] “إِتْشِ إِسْ بِي سِي،” 18 10 2024. [مَتَاحٌ عَلَى الإِنْتَرْنِت]. مَتَاحٌ: https://en.wikipedia.org/wiki/HSBC#History.
[3] ل. رُومَانُوف، “مَدِينَةُ لَنْدَنَ،” 26 نُوفَمْبَر 2022. [مَتَاحٌ عَلَى الإِنْتَرْنِت]. مَتَاحٌ: https://www.bluemoonofshanghai.com/politics/9358/.
[4] ج. مُونْبِيُوت، “شَرِكَةُ لَنْدَنَ القَرْوَسَطِيَّةُ غَيْرُ المُحَاسَبَةِ نَاضِجَةٌ لِلِاحْتِجَاجِ،” 31 أُكْتُوبَر 2011. [مَتَاحٌ عَلَى الإِنْتَرْنِت]. مَتَاحٌ: https://www.theguardian.com/commentisfree/2011/oct/31/corporation-london-city-medieval.
[5] و. ج. كَار، بَيَادِقُ فِي اللَّعْبَةِ، نَشْرٌ مُسْتَقِلٌّ، 1958.




