اجتماع ترامب في غزة للجمعية العامة للأمم المتحدة 2025: نقطة تحول في الجمعية العامة للأمم المتحدة
هيمنت أزمة غزة على الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في ظل الضغوط المتزايدة على زعماء العالم من أجل إيجاد طريق نحو السلام. ومن بين الأحداث التي تمت مراقبتها عن كثب الاجتماع الذي عقده الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع القادة العرب والمسلمين الرئيسيين لمناقشة الكارثة الإنسانية المتصاعدة في غزة وآفاق وقف إطلاق النار.
للحصول على آخر الأخبار والتحديثات، قم بزيارة موقعنا على الإنترنت استعادة العقل
ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاجتماع بأنه “مثمر”، مؤكدا أنه يمثل خطوة مهمة نحو العمل الدولي المنسق. وأشاد ترامب أيضا بالجلسة ووصفها بأنها “ناجحة”، قائلا إنها جمعت “جميع اللاعبين الكبار باستثناء إسرائيل” لمناقشة ما وصفها بأنها خطة ملموسة لإنهاء الحرب.
وقد ضم الاجتماع قادة من مصر والمملكة العربية السعودية وقطر والأردن وتركيا والإمارات العربية المتحدة وإندونيسيا وباكستان – وهي المجموعة التي وصفها ترامب بأنها “الفريق الذي يمكنه القيام بذلك”.
الأزمة الإنسانية في غزة
وخلفية هذه المحادثات هي واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في الذاكرة الحديثة. الحملة العسكرية الإسرائيلية، التي بدأت بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تركت غزة مدمرة. ووفقاً للوكالات الإنسانية، فقد قُتل ما لا يقل عن 65,000 فلسطيني منذ بدء الصراع، وأصيب عشرات الآلاف غيرهم. أحياء بأكملها في مدينة غزة أصبحت مدمرة، والمستشفيات تكافح من أجل أداء وظيفتها، وتواجه الأسر النازحة نقصا حادا في الغذاء والدواء والمياه النظيفة…. الحملة العسكرية الإسرائيلية، التي بدأت بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تركت غزة مدمرة. ووفقاً للوكالات الإنسانية، فقد قُتل ما لا يقل عن 65,000 فلسطيني منذ بدء الصراع، وأصيب عشرات الآلاف غيرهم. ووفقاً للوكالات الإنسانية، فقد قُتل ما لا يقل عن 65,000 فلسطيني منذ بدء الصراع، وأصيب عشرات الآلاف غيرهم.
وشدد أردوغان على هذا الدمار خلال تصريحاته، محذرًا من أن المجتمع الدولي يجب أن يعترف بأفعال إسرائيل باعتبارها محاولة “لتدمير غزة، وجعل الإسكان وسبل العيش والتعليم والرعاية الطبية مستحيلة”.
خطة ترامب المقترحة لغزة
وفي حين لم يتم نشر أي وثائق رسمية بعد الاجتماع، ذكرت وسائل الإعلام الأمريكية، بما في ذلك موقع أكسيوس، أن ترامب قدم خطة تتضمن مساهمة الدول العربية والإسلامية بقوات عسكرية في غزة. والفكرة هي إنشاء إطار أمني يسمح لإسرائيل بسحب قواتها مع ضمان الاستقرار في المنطقة.
الحملة العسكرية الإسرائيلية، التي بدأت بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تركت غزة مدمرة.
وعلى الرغم من أن إسرائيل لم تشارك بشكل مباشر في الاجتماع، إلا أنه تم إطلاع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المناقشات. ويقول المحللون إن هذا يسلط الضوء على التوازن الدقيق الذي يحاول ترامب تحقيقه: طمأنة إسرائيل على أمنها مع إشراك الدول الإسلامية في تسوية ما بعد الحرب.
مواقف القادة العرب والمسلمين
وأعرب القادة الحاضرون في الاجتماع عن مزيج من الدعم والحذر.
- ودعا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ترامب إلى استخدام نفوذه لإنهاء الحرب، مؤكدا أن شعب غزة يواجه وضعا “سيئا للغاية”.
- وأكد الرئيس الإندونيسي برابو سوبيانتو استعداد بلاده للمساهمة بقوات حفظ السلام في غزة، وذلك تماشيا مع تصريحات سابقة في مؤتمر حل الدولتين الذي استضافته فرنسا والمملكة العربية السعودية.
- وشدد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف على الحاجة الملحة لإنهاء الأعمال العدائية وتأمين إطلاق سراح الرهائن، بينما أكد من جديد دعم إسلام أباد لإقامة الدولة الفلسطينية.
- وحث وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي على وقف دائم لإطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، وأصرا على ضرورة إعطاء الأولوية لجهود إعادة الإعمار.
وأشاد أردوغان في تصريحاته بالاجتماع ووصفه بأنه “خطوة مهمة إلى الأمام” لكنه حذر من أن نجاح أي خطة سيعتمد على الالتزام الحقيقي من جميع الأطراف.
المشهد الدبلوماسي الأوسع
وعُقد هذا الاجتماع على خلفية الديناميكيات الدولية المتغيرة بشأن القضية الفلسطينية. وفي الأسابيع الأخيرة، اعترفت فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال ومالطا ولوكسمبورغ ودول أخرى بدولة فلسطين، وانضمت إلى أكثر من 150 دولة عضو في الأمم المتحدة قامت بذلك بالفعل.
وقد تركت هذه التحركات الولايات المتحدة وإسرائيل معزولتين بشكل متزايد في رفضهما تأييد قيام الدولة الفلسطينية. وقال ترامب، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن مثل هذه الاعترافات لا تؤدي إلا إلى “تشجيع استمرار الصراع” من خلال “مكافأة حماس”. وتتناقض تعليقاته بشكل حاد مع تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي أكد أن إقامة الدولة الفلسطينية “حق وليس مكافأة”.
ويوضح هذا الاختلاف الفجوة المتزايدة الاتساع بين موقف واشنطن وموقف قسم كبير من المجتمع الدولي.
التحديات التي تواجه اقتراح ترامب
وبينما وصف ترامب محادثات غزة بأنها “ناجحة”، لا تزال هناك تحديات كبيرة:
- استبعاد حماس: أي خطة لتهميش حماس تواجه تساؤلات حول مدى جدواها، نظراً لترسخ وجود الجماعة في غزة.
- المقاومة الإسرائيلية: رفضت حكومة نتنياهو مرارا وتكرارا أي دور مهم للسلطة الفلسطينية، ناهيك عن حماس، مما أثار الشكوك حول ما إذا كانت إسرائيل ستقبل رؤية ترامب.
- الالتزامات الإقليمية: قد تتردد الدول العربية والإسلامية في إرسال قوات إلى غزة دون ضمانات واضحة، خوفاً من رد الفعل الشعبي العنيف في الداخل وخطر أن يُنظر إليها على أنها إضفاء الشرعية على التصرفات الإسرائيلية.
- الحاجة الإنسانية الملحة: حتى مع تطور الجهود الدبلوماسية، تتفاقم الأزمة الإنسانية يوميًا، مما يخلق ضغوطًا للإغاثة الفورية بدلاً من الخطط طويلة المدى.
الدور المتنامي لأردوغان
ولطالما قدم الرئيس أردوغان نفسه كمدافع صريح عن الحقوق الفلسطينية، وغالبًا ما كان يتصادم مع إسرائيل على المسرح العالمي. ويشير تأييده لمبادرة ترامب باعتبارها “مثمرة” إلى استعداد عملي للانخراط في دبلوماسية متعددة الأطراف على الرغم من الخلافات العميقة مع واشنطن.
ويقول محللون إن أردوغان ربما يسعى للاستفادة من نفوذه داخل العالم الإسلامي وفي حلف شمال الأطلسي لتشكيل تسوية ما بعد الحرب في غزة. وقد يشير تعاونه مع ترامب أيضًا إلى محاولة أنقرة موازنة العلاقات مع واشنطن وسط التوترات بشأن الدفاع والتجارة والأمن الإقليمي.
“الرجل الوحيد الذي يستطيع تغيير الأشياء”
وأشار المحرر الدبلوماسي لقناة الجزيرة جيمس بايز خلال تغطية الاجتماع إلى أن العديد من الدبلوماسيين في الأمم المتحدة يعتقدون أن ترامب يظل “الرجل الوحيد الذي يمكنه تغيير الأمور”.
وعلى الرغم من دعم واشنطن المستمر لإسرائيل – عسكريًا وماليًا ودبلوماسيًا – فإن تأثير ترامب الفريد على نتنياهو والعلاقات الوثيقة مع قادة الخليج قد يضعه في وضع يسمح له بالتوسط في تسويات استعصت على الآخرين.
ومع ذلك، يقول المتشككون إنه بدون التزام حقيقي بمعالجة الأسباب الجذرية للصراع، بما في ذلك الاحتلال والمطالبة بإقامة دولة فلسطينية، فإن أي خطة قصيرة الأجل سوف تتعثر.
الخاتمة: خطوة هشة نحو السلام
وقد أشاد أردوغان وغيره من القادة المسلمين باجتماع ترامب في غزة للجمعية العامة للأمم المتحدة 2025 باعتباره خطوة إيجابية وضرورية في معالجة أزمة غزة. وفي حين أن تفاصيل خطة ترامب لا تزال غامضة، فإن مشاركة الدول العربية والإسلامية الرئيسية تشير إلى رغبة متزايدة في تولي ملكية عملية السلام.
إلا أن الطريق إلى الأمام محفوف بالعقبات ـ بدءاً من استبعاد حماس إلى موقف إسرائيل المتصلب، ومن الأزمة الإنسانية المتفاقمة إلى التساؤلات حول التمويل الدولي والتزامات حفظ السلام.
الأمر الواضح هو أن حرب غزة دفعت المجتمع العالمي إلى نقطة الانهيار. ومع مقتل عشرات الآلاف وتصاعد الضغوط الدولية، فإن أي محاولة لإجراء حوار جدي هي موضع ترحيب. ويبقى أن نرى ما إذا كانت مبادرة ترامب يمكن أن تترجم إلى تغيير حقيقي. ومع ذلك، حتى الآن، فقد وفر هذا على الأقل فرصة هشة للأمل.




